على الرغم مما حققته تكنولوجيا الطب بجميع أنواعها وآخرها طفرة الجينوم وتقنياته ، فإننا نسمع ونشاهد بين الحين والآخر ظواهر علاجية تعد ضربا من ضروب الإعجاز وخاصة تلك التي تتمثل ببعض الممارسات الروحية أو الباراسايكولوجية التي يمتلكها بعض الأشخاص في العلاج ، فياهل ترى ما حقيقة العلاج الروحي !؟ وكيف يمكن للمعالج ان يكون سببا لعلاج بعض الأمراض التي تحتاج إلى عمليات جراحية في بعض الأحيان دون أن يستخدم أي نوع من التخدير أو الآت الجراحة ؟ فهل هذه العمليات الجراحية أو الطرق الاستشفائية إيحاء وهمي ، أم أنها خدع بصرية ، أم أنها وسائل دعائية وإعلامية ولاحقيقة لها في الواقع ، أم أن هناك قوة غير منظورة تتحكم بمثل هذه الظواهر الاستشفائية فتمكن ذوي القدرة من استخدامها . ومن هذا المنطلق سنحاول أن نسلط الضوء على العلاج الروحي وحقيقته في هذه الحلقة ما بعدها .
عرف الإنسان العلاج الروحي منذ القدم واتخذ صورا متعددة ابتدأت من تقريب القرابين للآلهة وقوى الطبيعة مرورا بممارسات الكهنة في المعابد وانتهاءا باستخدامات التنويم المغناطيسي وطرق ذوي القدرات الخارقة في الاستشفاء.
وإذا ما أردنا أن نعرف العلاج الروحي فيمكننا أن نقول بأنه ذلك النوع من العلاج الذي يتم بتأثير عامل روحي فاعل ( موجب ) مؤثر في روح منفعل ( سالب ) ، وهناك من يعرفه بأنه طلب الاستشفاء من الأمراض بواسطة أطباء روحيين من عالم الأرواح عن طريق شخص معين يسمى الوسيط المعالج .
ويرى الروحيون أن العلاج الروحي يقوم على استغلال قوى متعددة والتوفيق بينها لصالح المريض ، هذه القوى منها فيزيقية وأخرى نفسية وأخرى روحية موجودة في المحيط الذي نعيش فيه ويتم ذلك إذا ما عرف الإنسان القوانين التي تعمل بها هذه القوى ويلعب الإيمان دورا بارزا فيها . كما يرون أن للإنسان ثلاثة أجسام هي الجسم المادي ( الفيزيقي ) والجسم الأثيري والجسم الروحي وأن الجسم الروحي هو صورة طبق الأصل من الجسم المادي وهو يمتلك جميع الخبرات المخزونة في هذا المنبع ويساعد على أعداد القوى الموجه للجسم المادي وتكيفها بحيث تتوافق مع القوانين التي تحكم عالم المادة ، كما أنه من الممكن أن يصاب باضطرابات تنعكس بدورها وتظهر بشكل أمراض في الجسم المادي .
أما الجسم الأثيري فيعمل كمستودع للقوى الحيوية التي يحتاج إليها الجسم المادي وهذه القوى يمكن تجديدها من كلا جانبي الحياة ( المادي والروحي ) فمن الجانب المادي تتجدد بامتصاص المواد الغذائية والتنفس …. الخ ، ومن الجانب الروحي بوساطة القوى التي تنفصل من الدفعات الكونية .
وهذه القوى تكون موجودة في تلافيف الجسم الأثيري لأي إنسان وخاصة قدرا غير عاديا منها والتي يمكن أن تنفصل من الشخص الذي يملك قدرا غير عادي منها ليعكسها على الشخص الضعيف فتجعله يشعر بالتحسن .
إن المحافظة على التوازن بين الأجسام الثلاثة الموجهة للقوى الكونية والفكرية تجعل الإنسان سليما من جميع الأمراض النفسية والعقلية والفسلجية ، وعدم التبصر في طلبات الجسم المادي من الجسم الروحي أو عجز الجسم الروحي عن توصيل القوى إلى الجسم المادي أو عدم التوافق بينها يسبب المرض في الجسم الروحي الذي ينعكس بدوره على الجسم المادي ( الفيزيقي ) فيشعر الإنسان بتغير ملحوظ في صحته ، كما أن إرهاق الإنسان لجسمه المادي بالعمل أو الإفراط في الطعام والشهوات يجعل الجسم الروحي يشعر بتغير ينعكس على الجسم المادي بشكل سلبي فيرى على الإنسان المرض