يعتبر الدعاء من أمضى الأسلحة في علاج مرض المس وذلك بالالتجاء إلى الباري جل وعلا كي يكشف الضر عن صاحبه، يقول ابن القيم رحمه الله: {ودفع تأثيرها - الأرواح - يكون بما يعارضها ويقاومها من الأذكار والآيات والدعوات التي تبطل فعلها وتأثيرها، وكلما كانت أقوى وأشد كانت أبلغ (...) وذلك بمنزلة التقاء جيشين مع كل واحد منهما عدته وسلاحه فأيهما غلب الآخر قهره وكان الحكم له، فالقلب إذا كان ممتلئاً من الله مغموراً بذكره وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعودات ورد لا يخل به يطابق فيه قلبه لسانه كان من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له} زاد المعاد في هدي خير العباد/ م:2 ج:3 ص:105.، وكتب العلاج من المس الشيطاني مليئة بعرض الطرق الشرعية في علاج المس والوقاية منه بالتحصينات والتعويذات، وإن المصاب بالمس إذا توكل على الله واعتمد على نفسه واستعمل الطرق المثلى في العلاج شفي بإذن الله تعالى، بل أكثر من ذلك يمكن أن يعالج غيره من المس، فالمصاب بالمس ذكراً كان أو أنثى عليه أولاً أن يقوي شخصيته بنفسه ويسترجع ثقته بنفسه ولا يضعف، ويملأ قلبه بالإيمان وأن ما أصابه ما كان ليخطئه، لأن الرحى التي يدور حولها الجن هي بالوسواس أو التهويل والتحزين ...، ثم يتوجه بقلب خاشع إلى الله كي يصرف عنه السوء ويكشف عنه الضر، هذا من الناحية النفسية أما من الناحية العلمية فعلى المصاب بالمس أن يحدث حالة استنفار قصوى وذلك ب:
أ- المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة.
ب- المحافظة على الأذكار والتحصينات النبوية في كل وقت وحين.
ت- يحافظ على قراءة القرآن خاصة السور التي فيها ذكر للجن وترهيب من العذاب.
ث- أن يأخذ إناءاً كبيراً من الماء ويقرأ فيه آيات الرقية والتي حددها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ويضيف إليها آيات الشفاء الست وهي ﴿وَيَشْفِ صُدُرَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ *﴾ سورة التوبة، الآية:14.، ﴿وَشِفَآءٌ لِّمَا فِى الصُّدُورِ﴾ سورة يونس، الآية: 57.، ﴿يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنّاسِ ج﴾ سورة النحل، الآية:69.، ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌ﴾ سورة الإسراء، الآية:82.، ﴿وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *﴾ سورة الشعراء، الآية:80.، "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدًى وَشِفَاءٌ ج﴾ سورة فصلت، الآية: 44.، ويمكن أن يضيف ماء الورد أو الزهر إلى ماء القرآن، ثم يأخذ رشاش ماء ذي ثقب صغيرة ويملؤه بماء القرآن، ثم يرش جسمه ويدهنه به يومياً ويشرب منه كل يوم كلما أحس بالعطش، وإذا نفد الماء أعد ماءًا جديداً، وهنا أمران فإما أن يهرب الجني الذي بجسمه لأنه يرى سوط عذاب يصب عليه وتدخل نار العذاب أمعاءه - المتمثلة في ماء القرآن - وإما يتحدى ويصر على البقاء فيموت حرقاً، لأنه من المستحيل أن يبقى الجني في جسم الإنسان بعد الاغتسال والشرب من هذا الماء يومياً وملء القلب بالإيمان والمحافظة على التحصينات، لكن من الجن من يكون خبيثاً ماكراً ذلك أنه لا يقدر على البقاء في الجسم فيخرج منه باضطرار ويؤثر على الإنسان من خارج جسمه، ويوهم المصاب أن القرآن والتحصينات لم تنفع وأنه لا زال مريضاً وأن الجني لا زال متلبساً به، ويحاول هذا الجني تحطيم معنوياته، وسيلاحظ المريض أنه عندما يبدأ في استعمال هذه الطريقة أن المرض وحرارته قد زادت، وهذا طبيعي فالمريض يحارب الجني وهنا لا يجب على المريض أن يتسرب اليأس والإحباط إلى قلبه عليه أن يداوم على هذه الطريقة لأنها مجربة ونافعة جداً، وكلما تقوى إيمانه اتسعت دائرة نوره واحترقت وساوس ومكايد الشيطان وبهذا الأمر يتحقق الشفاء بإذن الله تعالى، وقد سئل الشيخ ابن العثيمين عن حكم قراءة القرآن الكريم في الماء فقال: {هذا أعظم ما يرقى به المريض فيقرأ الفاتحة مثلاً وينفث في الماء فإن هذا لا بأس به، وقد فعله بعض السلف وهو مجرب ونافع بإذن الله} فتاوى العلماء في علاج السحر والمس والعين والجن/ مجموعة من العلماء.
والله الموفق