بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابة أجمعين ..
أقدم لكم أخواتي الحبيبات هذا الموضوع وهو { الفــرق بين (ولمّــا) ، (فلمّــا) في سورة يوسف ؟ } لأنه يسبب إشكاليه لمن أرادت أن تحفظ هذه السورة الكريمة فيسهل عليها ذلك ، وحتى يتبن لنا دقة القرآن الكريم في وضع كل حرف وكل كلمة في محلها ، وأنه لو تغير هذا الحرف لتغير المعنى ...
فوجدت موضوع للدكتور فاضل السامرائي يوضح ذلك ....
(ولمّا) و(فلمّا) وردت في السورة 19 مرة،
6 مرّات (ولمّا) والباقي 13(فلمّا) فكيف نفرق بينهم ؟
هناك سبيلين للتمييز بين (لمّا) و(فلمّا)
الطريقة الأولى إحصائية والثانية معنوية
الطريقة الإحصائية للحفظ
يحفظ أمكنة (ولمّا) الستة وهي
(ولمّا بلغ أشدّه،
ولمّا جهزهم بجهازهم،
ولمّا فتحوا متاعهم،
ولمّا فصلت العير،
ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم،
ولمّا دخلوا على يوسف)
والباقي يكون (فلمّا).
*** *** *** *** ***
أما من الناحية التعبيرية:
فالفاء تدلّ على الترتيب والتعقيب---- أما الواو فهي لمطلق الجمع.
يأتي بالفاء عندما يكون هناك تعقيب
(قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ {14}
فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ {15})
لا يوجد فاصل زمني بين الأمرين
وكذلك في قصة يوسف مع امرأة العزيز في قوله تعالى
(وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28))
جاء بـ (فلمّا) لأن الآية في نفس المشهد والموقف ولا يحتمل التأخيروالأحداث تسلسلت وتعاقبت الأحداث تأتي الواحدة تلوالأخرى وليس بين الأحداث أي تراخي أو فترة زمنية فاصلة طويلة.
*** *** *** *** ***
أما في الآية التي جاء فيها (ولمّا) استغرق سنوات طويلة حتى بلغ أشدّه
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ {22})
وكذلك لما ذهب إخوة يوسف إليه في مصر استغرق الأمر زمناً حتى سافروا ووصلوا إلى يوسف بعد أن كلّمهم أبوهم
(وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاه وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (68))