السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت مرة أستمع لأحد القراء يتغنى بقراءة سورة الأنفال .
هذه المرة قرأ حتى بلغ آيةً عجيبة .. آية سمعتها مراراً قبل ذلك ، وكررتها على ذهني كثيراً ، لكن لما بلغها هذه المرأة رأيت فيها شيئاً مختلفاً ، لا أدري بالضبط لِمه ؟! لكن هو القرآن هكذا لا تنقضي عجائبه ، لا يخلق من كثرة الرد !
رأيت في هذه الآية عجباً من العجب !
عرفت كيف يكون الصرف عن الهدى ، والإيمان !
عرفت منها كيف أن أمر الإنسان بيد الله ، وهو عبد ضعيف لا يملك من الأمر شيئاً !
عرفت أن الله تعالى إذا أراد شيئاً لم يحل دونه وذلك الأمر شيء !
لعلك اشتقت معي أن تعرف هذه الآية ؟
حسنٌ ، لن أطيل عليك ، إنها ( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه )
يا الله !
يحول بين المرء وقلبه فلا يملك التصرف فيه .. يريد الهدى فيحجب عنه ، يطلب الحق فيضرب بينه وبينه بسور ، لا باب له فيفتح ، ولا قفل له فيكسر !
يحول بين المرء وقلبه .. يرى الهداية ويعلم الحق ، لكنه لا يسلك سبيله !
ذكرتني هذه الآية بآية أخرى في سورة الأعراف قريبة منها .. ( وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلاً )
لاحظ معي بالله عليك !
يعلمون الحق وينظرون إليه ، ثم يعدلون عنه إلى غيره معرضين عنه، يطلبون طريق الباطل !
ما السبب ؟!
إن الله تعالى حال بينهم وبين قلوبهم ؛ بأنهم كذبوا بآياته وكانوا عنها غافلين !
مهلاً أُخيَّ ..ما لي أراك تمر بهذا على عجل ؟!
إن ظننت أن المسلم سيخرج من ( كذبوا بآيتنا ) فلن يفلت من ( كانوا عنها غافلين ) ، إن كان حاله كذلك.
يا الله !
لما أن بلغت هذه الآية .. قفَّ شعري ، وتحرك قلبي من مكانه !
يحول بين المرء وقلبه !
والله ما ذلك عليه تعالى بعزيز ، ومن نحن ؟!
ما أهوننا على الله إذا نحن عصيناه !
لطفك اللهم .. أحينا رب بالاستجابة لأمرك ، ولا تجعلنا ممن تحول بينهم وبين قلوبهم !
( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون )