يختلف تقسيم الجآن من حيث النوع والرتبة من بلد إلى آخر أو من منطقة إلى آخر بحسب ماتواتر على ألسنة الناس وماعرفوه عن الجن وماتناقلوه من أخبار فيما بينهم .
إذا التقسيمات الواردة على ألسنة الناس أو ماكان منها فى بعض الكتب هى نتاج لما تعارف عليه الناس فيما بينهم تبعاً للتوزيع الإقليمى لكل منهم .
والتقسيم الآتى ذكره هو تقسيم للجآن من حيث السلالة أو المنشأ أو الأصل الخلقى له وعمدتنا فى ذلك هو مانقل عن الجن أنفسهم وماتواتر ذكره عنهم .
" حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى عن داوود عن عامر قال : سألت علقمة : هل كان ابن مسعود – رضي الله عنه – شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال : لا ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال : فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فقال : أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما ، وكل بعرة علفت لدوابكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم "
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة ( 150 ) - برقم 450 ) .
قال النووي : ( قوله " استطير أو اغتيل " معنى استطير طارت به الجن ، ومعنى اغتيل قتل سرا ، والغيلة هي القتل في خفية ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – باختصار - 4 ، 5 ، 6 / 127 )
فى الأثر السابق أن العرب كانوا يتناقلون أمر الجن ويعتمدون ماتواتر من أمرهم .
سلالات الجن :
قبل أن نشرع فى ذكر سلالات الجن من حيث أصل الخلقة نود أن ننبه إلى أن كل سلالة تخضع للتقسيم من الآتى من حيث ..
اللون :
وقد تواتر ـ بلاخلاف ـ أن للجن سبعة ألوان :
أزرق وأحمر وأصفر وأبيض وأخضر وأسود ورمادى .
وقد استدل البعض على وجود هذه الألوان بقوله عز وجل [[ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ]] الروم 22 .
يقول الإمام الطبرى فى تفسير هذه الآية (( يَقُول : وَاخْتِلَاف مَنْطِق أَلْسِنَتكُمْ وَلُغَاتهَا { وَأَلْوَانكُمْ } يَقُول : وَاخْتِلَاف أَلْوَان أَجْسَامكُمْ )) اهـ .
قال الإمام القرطبى فى تفسيره لهذه الآية (( اللِّسَان فِي الْفَم ; وَفِيهِ اِخْتِلَاف اللُّغَات : مِنْ الْعَرَبِيَّة وَالْعَجَمِيَّة وَالتُّرْكِيَّة وَالرُّومِيَّة . وَاخْتِلَاف الْأَلْوَان فِي الصُّوَر : مِنْ الْبَيَاض وَالسَّوَاد وَالْحُمْرَة ; فَلَا تَكَاد تَرَى أَحَدًا إِلَّا وَأَنْتَ تُفَرِّق بَيْنه وَبَيْن الْآخَر . وَلَيْسَ هَذِهِ الْأَشْيَاء مِنْ فِعْل النُّطْفَة وَلَا مِنْ فِعْل الْأَبَوَيْنِ ; فَلَا بُدّ مِنْ فَاعِل , فَعُلِمَ أَنَّ الْفَاعِل هُوَ اللَّه تَعَالَى ; فَهَذَا مِنْ أَدَلّ دَلِيل عَلَى الْمُدَبِّر الْبَارِئ )) اهـ .