أ- الحروف اللفظية : =(النفسية) يوجد منها عالم الأرواح ، ولا ظهور لها في عالم الحس . ومعنى هذا أن كل حرف تُلُفِّظَ به ، يُخلق منه مَلَكٌ يُسبِّح الله تعالى ، فإِنْ تُلفِّظ بحرفٍ من الخير خُلِق منه مَلَك رحمةٍ،وإِن تُلفِّظ بحرف من الشر خُلق منه ملك عذاب، وكان من جملة ملائكة العذاب ، وإن تاب المتلفظ بذلك الحرف انقلب الملاك إلى ملاك رحمة . فلينظر الإنسان إلى لسانه ، وإلى أين يؤدي به ، ولينظر إلى الحرف على أنه جسرُ شقائه أو سعادته ، فاللسان أرضٌ والحرف زرعها ، وكم لسانٍ أنبتَ زَقُّومًا زُؤَامًا، وآخرَ أطلعَ زهورًا نجومًا ، فليحذر الإنسان مما يَتَلفَّظُ به.
ب- الحروف الرقمية : (= البيانية) يُوجَدُ منها عالمُ الحِس، أي عالمُ الشهادة الذي تدركه العقول والأبصار ، وتتلاقح فيه الفهوم والأفكار.
ج- الحروف الفكرية
= الخيالية) يُوجَد منها عالم الخيال ،أي مو يُوجَد عن حُكم التخيل . وهو تخيلان:
Ø تخيلُ عامة الناس، ويندرج أغلبه في التمَنِّي لأنه من النادر أن يُوجَد منه شيء
Ø تخيل العارفين ، ويتحقق في الحين،لأن لهم تصرفًا في الحروف وبالحروف كلها لفظية كانت أو رقمية أو فكرية، زيادة على تصرف رابع يسمُّونه التصرف بالجانب الأّحْمَى (5)، ولا يعلمه إلا الرسل دون الأنبياء ، فكل رسولٍ بُعث إلى قومه أطلعه الله على ما في بواطنهم من الطبع ، ومادارت عليه جِبِلاَّتُهم ، فعاملهم بحسب طباعهم ليدوم قيامهم بالتكليف،إذ أنه لو لم يجر على طباعهم لبطلت رسالته من أول وهلة ،.أما محمد ص فقد أطلعه الله على طباع الوجود كله ، فَعَامَلَ كل طائفة على حسب طبيعتها.
وإلى جانب هذا التقسيم للحروف هناك تقسيمات أخرى لها ، تتغيا غايات مخالفة ، كتقسيمها إلى نورانية وظلمانية ، وإلى سعيدة ونحِسة.