السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذهِ مشاركة مصدرها:مُلتقى أهل التفسير
للعلماء في تفسير الحروف المقطعة أقوال كثيرة تبدوا أنها متناقضة ، و في هذا الموضوع أود أن أبين أمرا هاما وهو أن أغلب تلك الأقوال صحيحة وليست متناقضة وإنما هي متتامة متآلفة.
إن المسألة المركبة المعقدة إذا نظر إليها نظرة كلية فإنه يصعب حلها , وإن تُوُصّل فيها إلى حلول محتملة سوف تبدوا وكأنها متناقضة ، والأمر ليس كذلك إذا فككنا أو حللنا هذه المسألة إلى عدة أسئلة بسيطة وحُلّ كل سؤال على حدة ، وهذه قضية مفروغ من صحتها.
وهنا سوف أقوم بتحليل أو تفكيك مسألة الحروف المقطعة إلى عدة أسئلة بسيطة ثم نجيب عن كل سؤال على حدة.
وكل سؤال هو عبارة عن حقيقة ثابتة بشأن الحروف المقطعة ، يسأل عن الحكمة من اتصاف تلك الحروف بها.
السؤال الأول : هناك حقيقة وهي أن الله أنزل في كتابة حروفا من حروف المعجم لا يعلم معانيها فما الحكمة من ذلك ؟
السؤال الثاني : إذا علمنا الحكمة من نزول تلك الحروف المعجمية ، فثمة حقيقة أخرى وهي أن هذه الحروف مقطعة وليست مؤلفة ، أي أنها تنطق بأسمائها فما الحكمة من جعلها كذلك ؟
السؤال الثالث : الأبجدية العربية تتألف من 28 حرفا وما جاء منها من تلك الحروف هو 14 حرفا فقط ، معنى ذلك أن الله قد أخذ حروفا وترك حروفا فماذا يفيد ذلك؟
السؤال الرابع : يلاحظ أن الحروف المقطعة تأتي دائما في صدر السور ولا تأتي في موضع آخر من السورة قط ، فلماذا هي دائما مصدرة ، وما الحكمة من ذلك؟
السؤال الخامس : الحروف المقطعة تأتي على حرف وحرفين وثلاثة وأربعة وخمسة أحرف ، (مثل : ن،يس،ألم،ألمر،كهيعص) ، ولا تأتي على أكثر من ذلك ، ترى ما الحكمة من هذا؟
السؤال السادس : دائما يذكر بعد الحروف المقطعة اسم من أسماء القرآن أو إشارة للوحي ، إما ذكرا ظاهرا وهو الأغلب وإما ذكرا خفيا ، فماذا يفيد ذلك من معنى؟
والآن نجيب عن كل سؤال على حدة ، وسوف نبدأ الإجابة من السؤال الثاني ونؤخر إجابة السؤال الأول للنهاية