ـ مِمّا يُعرف أنّ صَاحب القُرآن الذي يُكثر مِن تِلاوَة القُرآن قَلَّ أَن يَعرف الخَـوْف، وَهذا مَعروف، وَقَلَّ أَن يَعرف الكَـذب، فإنّ صَاحبه يُسَدّد فِي لسَانه، وَيُسدّد فِي قَوله وَبيَانه، وَيَحفظهُ الله جلّ وَعلا فَلا يَزل لهُ لسَـان، ثُم إذَا تَكلم أوْ ذَكر أوْ أَمَر أَوْ نَهى جعَل الله المحبّة في قَوله؛ لأنّ هَذا اللسَان شَرّفهُ الله عزوجل وَعَطرهُ بِذكرهِ.
• ومَا وَجدنَا أهْل القُرآن إلا وهُم أحسَن الناس مَنطقا، وَأحسَنهم كَلاما، وَأفصحهُم بَيانا؛ لأنّ القُرآن هذّبَ هَذا اللسَـان : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب آية 70 - 71) فَمَن قَال القَول السّديد أصلحَ الله أَعمَاله، وَوَالله لَن يكُون القَول سَديدا إلا بكتَاب الله جَلّ وَعلا، فمَن كَان يُكثر مِن تِلاوة القُرآن فَحظّهُ مِن هَذه الآيَة أعظَم الحَـظ، لأنّ الله يقُول : (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب آية 71).