خواطر العلماء حول اسميه تعالى: الرحمان الرحيم
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ما دام ملك الله
قال الله تعالى:" الرحمان على العرش استوى"
معنى الرحمان جل جلاله: أنه ذو الرحمة الواسعة الشاملة المتعطف برحمته وجلال نعمه على جميع خلقه فسبحانه هو الرحمان الرحيم استوى على عرشه وتجلى على خلقه باسم الرحمان وليس باسم المتكبر الجبار وكذلك أرسل رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالرحمة العامة
"وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين"
فخلق الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالخلق العظيم وزيّنه بالحلم والكرم وأثنى عليه بقوله الكريم:" وإنّك لعلى خلق عظيم"
فالله سبحانه في السماء رحمان ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الأرض مظهرمن مظاهر رحمة ربه الرحمان الرحيم.
وهذا الاسم الرحمان لا يسمّى به غير الله وهو جار مجرى العلم المفرد ولم يرد في القرآن مجرّدا من "ال" التعريف ./أحمد عبد الجواد/
وحظ العبد من اسم ربه الرحمان ان يتخلق بعين الرحمة وعون المخلوق بحوله أو دعائه ويورثه نور العلم والبيان.
وقيل من ذكره مائة مرة إثر كل فرض زال عنه النسيان والغفلة وقساوة القلب وأعين على أمور الدنيا ولا يزال ذاكره يتقلب في رضوان الله تعالىوتتوالى عليه النعم.
وقال الشيخ البوني قدّس سره العالي : من أكثر من ذكره نظر الله له بعين الرحمة ويصلح ذكرا لمن كان اسمه عبد الرحمان
وقال الشيخ البوني كلاما بليغا في شرح هذا الاسم فحدّث قال :
هو مشتقّ من الرحمة وهي الرأفة والرحمة تستدعي مرحوما اذ كل مرحوم يحتاج الى راحم والراحم الرحمان وهو رحمان الدنيا والآخرة وهو الله والرحمان باطن الرحيم والرحمان ظاهر الألوهية والألوهية باطن الرحمان ولذلك قال الله تعالى:"قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان"
وقال أيضا السيخ البوني حفظه الله عن اسمه الرحيم اضافة الى الرحمان : هما اسمان عظيمان اشتقاقهما واحد وفي سرهما اختصاص وذلك إذا شاهدت ما بين عز آثار الرحمة وهو الغيث المنزل والرزق والتناسل والتعاطف ونزول العالم والتبليغ ونمو النبات والحيوان وكل ذلك رحمة شملت العموم والخصوص
وإن الرحمة التي نزلت في دار الدنيا كلها بارزة إلى يوم القيامة , قال الله تعالى:" ورحمتي وسعت كلّ شيء"
والرحمة الدنيوية هي التي في الدنيا والتي في الآخرة غيرها وهي مدخرة إلى إحصاء الخلق.
ويجمع خيري الدنيا والآخرة "بسم الله الرحمان الرحيم"
فان البسملة الشريفة اول ما نزلت على آدم ثم على ادريس ثم على سليمان عليهم السلام جميعا
قال تعالى :" إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمان الرحيم"
وإن الله جمع له خيري الدنيا والآخرة فمن الرحمة العامة الملك ومن الخاصة النبوة وعدم النطق بما ملكه من الدنيا بل حقيقة رحمة الله تعالى على الدوام ’ فبسرّ الرحمانية سخّر له الريح والعوالم وبسرّ الرحيمية وهب له الاسم الأعظم.
وقال السيخ يوسف النبهاني حفظه الله : الرحمة المفهومة من الرحمان أبعد من مقدورات العباد وهي ما يتعلق بالسعادة الأخروية.
فالرحمان هو العطوف على العباد بالإيجاد أولا وبالهداية إلى الإيمان وأسباب السعادة ثانيا والإسعاد في الآخرة ثالثا والإنعام بالنظر إلى وجهه الكريم رابعا.
وقال الإمام الرازي رضي الله عنه : الرحمان هو المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد...
وقال الشيخ ابن قيم الجوزية حفظه الله :" الرحيم هو الراحم لعباده"
وقال الشيخ النبهاني رضي الله عنه حظ العبد من اسم الرحمان أن يرحم عباد الله الغافلين فيصرفهم عن طريق الغفلة إلى الله تعالى بالوعظ والنصح بطريق اللطف دون العنف وأن ينظر إلى العصاة بعين الرحمة لا بعين الازدراء
وحظه من اسم الرحيم أن لا يدع فاقة لمحتاج إلا سدها بقدر طاقته ولا يترك فقيرا في جواره وبلده إلا ويقوم بتعهده ورفع فقره إما بماله أو بجاهه أو السعي في حقه بالشفاعة إلى غيره فإن عجز عن جميع ذلك فيعينه بالدعاء له وإظهار الحزن به.
وخواص اسمه الرحمان على وفق معناه حذف المكروه عن ذاكره وحامله
وقال الشيخ البوني خادم هذا الاسم من عوالم جبريل عليه السلام من واظب على قراءته رحمه الله في الدنيا والآخرة ونال شرف الرتبة.
وإذا كتب ووضع على عنق المولود الذي يحصل له الغيظ والبكاء زال عنه
وإذا كتب في خاتم وتختم به إنسان أعطاه الله الرحمة والشفقة على خلقه ومن قرأه عدد بسائطه /عدده مضروبا في نفسه/ رفع الله قدره.
وإن بسم الله الرحمان الرحيم تشير إلى الاسمين معا
وقال الشيخ البوني من تلاها على مريض مائة مرة ثلاثة أيام عوفي.
وإذا تلاها المسجون أو المأسور عددها ف‘ن الله يفك أسره.
وإذا تليت 40 صباحا كل يوم ألفا فإن الله يكشف عن قلبه ويلهمه غوامض الأسرار ويرى كل شيء يحدث في العالم
وإذا كتبت 100مرة ووضعت في الماء الذي يسقى منه ذلك النخل فإن جميع آثارها تنمو.
ومن خواص اسم الرحمان لطف القلوب وجلب كل مطلوب.
وإذا كتب 50 مرة بمسك وزعفران وحمله إنسان كان مهاب الطلعة مباركا مقبولا.
وقيل هذه اللطيفة لطلب الرغائب الدنيوية والأخروية
وهي تسعة أسماء أمان للخائفين وأنس للمستوحشين وهي : الرحمان الرحيم الرؤوف العفو المنان الكريم ذو الطول ذو الجلال والإكرام, يحصل له ما يريد.
وقيل الرحمان الرحيم اسمان عظيمان والدعاء بهما ينفع المضطرين وهما أمان للخائفين ومن أكثر من ذكرهما كان ملطوفا به في جميع أحواله ويصلحان لمن غلبت عليه القسوة وعدم الرأفة ومن ذكرهما وهو داخل على جبار كفاه الله شره واعطاه خيره.
ومن ردّد اسمه الرحمان بعد كل صلاة 100 مرة كان مورد اللطف وعناية الحق في جميع أقواله وافعاله ومن ردد هذا الاسم بعد كل صلاة 298 مرة أحبه الخلق وعاد أعداؤه أحبابه.
أما اسمه الرحيم من واظب عليه وردا لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ما يريد /الشيخ حبيب بن موسى الأفشاري/
ومن داوم على هذا الاسم فتح الله له أبواب كل شيء في عمله ولم يغلق بوجهه.
واعرف قدر أسماء الله تعالى واعلم أنها عزيزة الوجود وليس كل أحد يتصرف بها بل أولياء الله الصالحون.
شرعت بتوحيد الإلاه مبسملا
***سأختم بالذكر الحميد مجمّلا
وأشهد أن الله لا رب غيره
***تنزّه عن حصر العقول تكمُّلا
وأرسل فينا أحمد الحق مقتدى
***نبيا به قام الوجود وقد خلا
فعلّمنا من كل خير مؤيّد
***وأظهر فينا العلم والحلم والولا
فيا طالبا عزّا وكنزا ورفعة
***من الله فادعه بأسمائه العُلا
وقل بانكسار بعد طهر وقربة
***فأسألك اللهم نصرا معجّلا
بحقّك يا رحمان بالرحمة التي
***أحاطت فكُن يا رحيمُ مُجمِّلا