قال ابن بطال : رؤيته صلى الله عليه وسلم للعفريت هو مما خص به , كما خص برؤيه الملائكة , وقد أخبر أن جبريل عليـه الســلام له ستمائة جناح , ورأى النبي صلى الله عليه وسلم الشـــيطان في تلك الليلة , وأقدره الله عليه لتجســـمه , لأن الأجســام ممكن القدرة عليها , ولكن ألقى في روعه ما وهب ســليمان عليه الســلام , فلم ينفذ ما قوى عليه من حبســه , ورغبته عما أراد ســليمان الأنفراد به , وحرصا على أجابة الله تعالى دعوته , وأما غير النبي صلى الله عليه وسلم من الناس فلا يمكن منه , ولا يرى أحد الشـــيطان على صورته غيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ((( أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ))) ,,, لكنــه يراه ســـائر النــاس اذا تشــكل في غيــر شـــــــــ ـكله ....
وأما قوله تعالى: ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) ( سورة الأعراف – الآية 27 ) حكاية عن إبليس وقبيله من الشياطين ، فقد قال الإمام الشوكاني : ( وقد استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن رؤية الشياطين غير ممكنة، وليس في الآية ما يدل على ذلك، وغاية أنه – أي إبليس – يرانا من حيث لا نراه، وليس فيها أنا لا نراه أبدا ، فإن انتفاء الرؤية منا له في وقت رؤيته لنا لا يستلزم إنتفائها مطلقا ) ( تفسير فتح القدير – 2 / 197 ) .