الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
اختلف العلماء في رؤية الأنس للجن ,, فذهب فريق الى أن الأنس لا يستطيعون أن يروا الجن واستدلوا بقوله تعالى ((( أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ))) ففي هذه الآية كما يقول الزمخشــري : دليل على أن الجن لا يرون , ولا يظهرون للأنس , وأن أظهارهم أنفســهم ليس في اســتطاعته م , وأن زعم من يدعي رؤيتهم زور ومخرفة ,,, ويقول أبوالقاســ م بن عســاكر : وممن ترد شــهادته , ولا تســلم له عدالته , من يزعم أنه يرى الجن عيانا , ويدعي أن له منهم أخوانا ,,, ويقول الأمام الشــافعي : من زعم أنه يرى الجن , أبطلنا شــهادته , وعزر لمخالفته قوله تعالى ((( أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ))) .
ويرى الفريق الآخر أنه يمكننا أن نرى الجن , لكن على غير الصورة التي خلقوا عليها , وأنما بعد أن يتطوروا ويأخذوا أشــكالا أخرى , وأن كلام الشـافعي محمول على من ادعى رؤيتهم على صورهم الحقيقية . ويقول الأمام الخطابي تعليقا على حديث أبي هريرة في صحيح البخاري : (( أن عفريتا تفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه , فأردت أن أربطه الى ســارية من ســواري المســجد , حتى تصـبحوا وتنظروا اليه كلكم , فذكرت قول أخي ســليمان : " رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي " )) اهـــ .