نعم شياطين الانس هم من نهتم اليوم بتسليط الضوء عليهم . إنهم يفسدون في الأرض و لا يصلحون . إنهم يسعون في الأرض بالفتن و اشعالها . لا يأمرون الناس بالبر و لا بالخير و لا بأي شيء نافع بل بالعكس يريدون للجميع الشر و أن يكون الجميع معهم في نار جهنم و بئس المصير .
شياطين الانس تجدهم بين أصدقائكـ . تجدهم بين أقرب أقربائكـ . تجدهم بين أقرب الناس اليك .
لا ينصحونك بمعروف . لا ينهونك عن منكر . لا يريدون لكـ لا خير و لا سلام .
للأسف صاروا كثرة . صاروا غلبة . صاروا هم الأغلبية . يجيدون المكر و الدهاء . يجيدون الخداع و الوقيعة بين أفراد المجتمع .
سبحان الله . كما خلق الخير خلق الشر و هدى الانسان النجدين و أمره أن يختار بيده ما سيكون عليه يوم العرض عليه . و ربكـ لا يظلم أحدا .
و كما نقول في مصر بالعامية (( الناس دي ربنا مبيهديهاش على الطيب )) .
فعلا هؤلاء الشياطين اللذين هم في صورة بشر لا يعرفون للخير سبيلا . لا يعرفون للحب سبيلا . لا يعرفون للحق سبيلا . لا يعرفون لله سبيلا .
و علينا أن نميزهم و نعرفهم تماما كما نعرف الصالحين المتقين و ذلك باستفتاء القلب كما علمنا رسولنا الكريم ( ص ) .
و لكي ننجح في تمييزهم علينا الاستعانة بالله ليبين لنا جل في علاه حقيقة البشر اللذين نتعامل معهم .
فكم من شخص منا تعامل بمنتهى الطيبة و الخير مع أناس كان يحسبهم على خير و أثبتت له الأيام خداعهم . . كذبهم . . شرهم .
على أي حال هؤلاء البشر ليسوا وحدهم و لكن معهم شياطين الجن يوحون بعضهم الى بعض كما أخبرنا الله سبحانه و تعالى في كتابه الحكيم .
و هؤلاء الشياطين انسا و جنا لا هم لهم سوى الدمار و الخراب لكل ما هو خير . لكل ما هو ناجح . لكل ما هو طيب
أنا لا أقصد أحد بعينه من كلامي هذا و لكن يعلم الله أني أتكلم عموما عن بشر نجح الشيطان الرجم في جعلهم عبيدا له من دون الله .
و أردت أن تكون هذه المقالة صرخة تحذير من هؤلاء الشياطين حتى نحاول جميعا كل انسان في مكانه ان نقاومهم و لا نجعلهم ينجحون في هدم ما تعبنا على بنائه سنوات و سنوات لا لشيء أكثر من حقدهم الدفين الناتج عن ضعفهم الحقيقي في أن يقلدوا هذا الانسان الناجح فيبدأون بالسعي الى خراب ما نجح في بنائه .