الحمد لله
أنزل الله تعالى القرآن الكريم شفاء لكافة الأمراض ، سواء الأمراض البدنية ، أو النفسية ، أو القلبية كالكفر والشك ، قال الله تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الإسراء/ 82 ، وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) فصلت/ 44 .
وكذلك الأدعية النبوية يستشفى بها من جميع الأمراض .
روى مسلم (2202) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ : بِاسْمِ اللَّهِ - ثَلَاثًا - وَقُلْ - سَبْعَ مَرَّاتٍ - : أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ) .
وروى أحمد (3704) عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي . إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا ) ، وصححه الألباني في " الصحيحة " (199) .
وعلى هذا ؛ فالرقية الشرعية بآيات القرآن الكريم أو الأدعية ، كل ذلك نافع من جميع أدواء القلب والبدن ، سواء كانت عضوية أو نفسية .
فمهما كان الداء ، فإن هذه العلاجات الشرعية هي أول ما يباشره المسلم من العلاج .
فإن زال البلاء : فالحمد لله .
وإن لم يزل : فربما يزول بالأدوية الطبية المباحة ؛ فإن الله ما أنزل من داء إلا وأنزل له دواء ، وهذا الدواء المنزل قد يكون الرقية الشرعية ، وقد يكون الأدوية المباحة التي يتناولها الإنسان .
والعلاج في العيادات الطبية ، النفسية أو العضوية ، لا يتنافى مع العلاج بالقرآن والرقى الشرعية ، فهما سببان لحصول الشفاء ، يتكاملان ولا يتضادان .
فالذي ننصح به : عدم التفريق بين مستدعيات العلاج بالرقى الشرعية ، ومستدعيات العلاج بالأدوية النفسية ، فمتى أصيب الإنسان بحالة مرضية – مهما كان توصيفها – فإنه يستعمل أولا العلاج الشرعي بالقرآن والرقى والتعاويذ الشرعية ، فإن استمر به الداء ، فإنه يعرض نفسه على طبيب بشري ، وهو مع ذلك : لا يترك الرقية الشرعية ، وإنما يضيف إليها العلاج بالأدوية .
ومن أعظم أسباب حصول المشاكل والحالات النفسية المرضية : الذنوب والمعاصي والبعد عن الله ، فيكون العلاج هو التوبة ، والرجوع إلى الله ، والإكثار من العمل الصالح ، كالصلاة وقراءة القرآن وذكر الله تعالى .