بسم الله الرحمن الرحيم
حيا الله الطيبات
بين دفتى كتاب ربى عَبرَة و عِبرَة
يقول تعالى فى سورة العنكبوت
وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَ ٰهِيمَ بِٱلْبُشْرَىٰ قَالُوٓا۟ إِنَّا مُهْلِكُوٓا۟ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا۟ ظَـٰلِمِينَ ﴿٣١﴾
فقوله تعالى إِنَّا مُهْلِكُوٓا۟ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ۖ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا۟ ظَـٰلِمِينَ
تعنى أن الظلم يستوجب الإهلاك
تلوتها فوقع فى قلبى خوف الإهلاك والأخذ بالعذاب
بما يعم بلاد المسلمين من فوضى وظلم وتفريط وخذلان
وبالفعل نرى ذلك عيانا كل يوم
نسأل الله العفو والعافية
ثم تبعها سبحانه وتعالى يقوله
قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًۭا ۚ قَالُوا۟ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهْلَهُۥٓ إِلَّا ٱمْرَأَتَهُۥ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ ﴿٣٢﴾
فقوله سبحانه
نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا ۖ
يطمئن القلب حيث سبحانه تعالى العادل العظيم الذى ليس بظلام للعبيد يعلم المصلح من المفسد
فهو يسمع ويرى ويشهد وكل شىء عنده فى كتاب
إذاً فالعذاب بالظلم وارد ولكن الله تعالى يُفرق بين المصلح والمفسد
فكيف ذلك ونحن نرى الآن الدمار والبطش يشمل الجميع
من قصف وتقتيل وتشريد وزلزلة
لا ينجو منه صالح بل نرى العذاب يعم الجميع
أقول يرشدنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فى الحديث
إنَّ اللهَ تعالى إذا أنزل سَطوتَه على أهل نِقمتِه ، فوافَتْ آجالَ قومٍ صالحين ، فأُهلِكو بهلاكهم ، ثم يُبعثُون على نيَّاتهم و أعمالِهم
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1710
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فسبحان الله تعالى الملك الحكم العدل
ربما اجتمعوا تحت وطأة العذاب ولكن افترقوا عند البعث والحساب
وهذا دعانى لتذكير نفسى والجميع
النجاة النجاة
حتى لو رأينا الليل تزداد ظلمته
ورأينا النهار يطول انتظاره
ورأينا الظالم يُمهل له
ورأينا الصالح يُهان والفاسد يُكرم
فلا عجب فهذا زمن السنوات الخداعات
سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ ، يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ ، ويخونُ الأمينُ ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ . قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ
الراوي: أنس بن مالك و أبو هريرة المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3650
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هل سنظل كل يوم نعلن العجب ونتبادل الحوارات حول قضية محسومة سنوات خداعة يعنى توقع أى شىء ولا تعجب
كل ما عليك يا مسلم الثبات والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات
دعك من النفسية المحطمة من جراء الأحداث
دعك من الانشغال بمآل الأمور
دعك من تتبع العورات ونشر الفضائح وتداول الأخبار من دون تثبت
دعك
ودعك
ودعك
دعك من كل ما يشغلك عن الاستعداد إذا أزف الرحيل
لست أعنى بكلامى أن تغلق عليك صومعة وتتعبد
إنما أقول أن لكل مقام مقال
قال صلى الله عليه وسلم
سيكونُ أُمَراءُ مِن بَعدي ، يقولون ما لا يفعلونَ ، ويفعلون ما لا يُؤمَرون ، فمن جاهدَهم بيده فهو مؤمنٌ ، ومن جاهدَهم بلسانِه فهو مؤمنٌ ، ومن جاهدَهم بقلبِه فهو مؤمنٌ ، لا إيمانَ بعدَه
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني -
المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 1298
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فإن كنت بيدك سلطة تمكنك من مجاهدتهم فافعل
وإن كان لك صوت مسموع يوصل رأيك ومجاهدتك لشرهم فافعل
وإن لم يكن لديك إلا إنكارهم على ظلمهم بقلبك فافعل
ومع كل ذلك تحرى مواضع الطاعة
تحرى الإقبال على الله
تحرى ملازمة العمل الصالح والذى ترجو أن تموت فيبعثك الله عليه
يعنى ذلك ألا تأخذنا الأحداث ومتاهاتها والتأثر بها
ثم نحن لا أثرنا وغيرنا فيها ولا نحن أنجزنا عبادة تنجينا
مصداق قولى من نراهم من حولنا يهتفون بالوجع والتشتت
وأنه قد انعدم تركيزهم فلا يستطيعون عمل شىء
لا مذاكرة ذاكروا
ولا حفظا حفظوا
ولا طاعة أدوا
ولا حاجة من حاجات الدنيا بلغوا
فهؤلاء خسروا الدنيا والآخرة
يا مسلم كل ما عليك فى زمن الفتن مع أداء ما عليك من واجب
أن تنج بنفسك وأهلك لعلك تفوز بقوله تعالى
لَنُنَجِّيَنَّهُۥ وَأَهْلَهُۥٓ
فإذا انشغل الناس بالدنيا فانشغل بالآخرة
لعلك إن هلك القوم يبعثك الله تعالى على عملك الصالح
يقول تعالى
فى نفس السورة
وَتِلْكَ ٱلْأَمْثَـٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلَّا ٱلْعَـٰلِمُونَ ﴿٤٣﴾
خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ۚ إِنَّ فِى ذَ ٰلِكَ لَءَايَةًۭ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٤٤﴾
ٱتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَـٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ ۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ
ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾
والله يعلم ما تصنعون
فاصنع خيرا ينجك الله
اللهم نسأله تعالى العفو والعافية فى الدنيا والآخرة
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الثَّباتَ في الأمرِ والعزيمةَ على الرُّشدِ وأسألُكَ شُكرَ نعمتِكَ وحُسنَ عبادتِكَ وأسألُكَ قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا وأسألُكَ من خيرِ ما تَعلمُ وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما تعلَمُ وأستغفرُكَ
لما تعلَم