التفسير الصحيح لذلك هو : أن الله تعالى ذكره يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وقل يا محمد لهؤلاء -الذين أغفلنا قلوبهم عن ذكرنا واتبعوا أهواءهم- يا أيها الناس هذا الذي أتلوه عليكم هو الحق الذي أنزل علي من ربكم وإليه التوفيق والخذلان ، وبيده الهدى والضلال يهدي من يشاء منكم للرشاد فيؤمن ، ويضل من يشاء عن الهدى فيكفر ، ليس إلي من ذلك شيء ولست بطارد من أجل هواكم أحدا ممن كان للحق متبعا ، وبالله وبما أنزل علي مؤمنا ، فإن شئتم فآمنوا ، وإن شئتم فاكفروا ، فإنكم إن كفرتم فقد أعد الله لكم على كفركم به نارا أحاط بكم سرادقها ، وإن آمنتم به وعملتم بطاعته فإن لكم ما وصف سبحانه لأهل طاعته ، وليس المراد من هذا إباحة الله تعالى الكفر لمن شاء والإيمان لمن شاء ، وإنما هو تهديد ووعيد ، وقد دل على هذا ما ذكره تعالى بعد في ختام هذه الآية من توعدهم بالعذاب الشديد ، وما جاء في الآيتين بعدها من تبشير المؤمنين بجنات النعيم .
ارجع إلى [تفسير الإمام ابن جرير الطبري ] رحمه الله لهذه الآية والآيتين بعدها من سورة الكهف ، أو [تفسير ابن كثير ] لها ، وفيهما الكفاية .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .