(اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةِ الأَكْوَانْ ، المُتَفَرِّعِ مِنْ نُورِهِ مَا يَكُونُ وَمَا كَانْ ، بَحْرِ نُورِكَ المُنَزَّهِ عَنِ التَّحْدِيدْ ، المُبَرَّئِ عَنْ رِبْقَةِ الإِطْلاَقِ وَالتَّقْيِيدْ ، عَيْنِ كُلِّ الأَعْيَانْ ، المُتَدَفِّقِ مِنْ أَصْلِ النُّقْطَةِ الأَزَلِيَّةْ، المُتَجَلِّي بِمَا هُوَ ظَشَجَرَةِ الأَكْوَانْاهِرٌ لِسَائِرِ البَرِيَّةْ ، الَّذِي بَرَزَتْ لِلْعِيَانِ حَقَائِقُهُ المُحَمَّدِيَّةْ ، الفَرْعُ الزَّاهِرُ الزَّاهِي ، بَلِ الأَصْلُ البَاهِرُ الإِلَهِي ، فَيْضُ الأَمَاكِنِ وَالأَزْمَانْ ، وَيُنْبُوعُ المَعَانِي وَالعِرْفَانْ ، فَهْوَ جِنَانٌ وَالأَنَامُ أَثْمَارُهُ ، أَوْ رَوْضٌ وَبُرُوقُ الخَلْقِ أَنْوَارُهُ ، بَلْ هُوَ سَمَاءُ الوُجُودِ أَضَاءَتْ فِي لَيْلِ الأَكْوَانِ بُدُورُهُ وَأَقْمَارُه! صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا انْتَشَرَ عَلَى لَوْحِ الوُجُودِ سِرُّ الأَلْوَانْ ، وَانْفَلَقَ مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ لَطَائِفُ المَلَكُوتِ وَكَثَائِفُ الأَعْيَانْ! نَسْأَلُكَ بِبُطُونِ ذَاتِكَ عَنِ الشُّهُودِ ، وَظُهُورِ آيَاتِكَ لِلْوُجُودِ ، أَنْ تَجْعَلَ فِي الصَّلاَةِ قُرَّةَ عَيْنِي ، كَيْ يَتَحَقَّقَ جَمْعِي وَيَزُولَ بَيْنِي ، وَتَثْبُتَ فِي شُهُودِي العَيْنُ بَدَلاً عَنْ غَيْنِي! وَنَسْأَلُكَ بِوِحْدَانِيَّتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى التَّنَزُّلِ الأَوَّلِ وَالظُّهُورِ الثَّانِي ، قَبْضَةِ نُورِكَ الأَزَلِيِّ وَسِرِّ سَائِرِ الأَوَانِي!
اللَّهُمَ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مِرْآةِ الحَقَائِقِ ، مِصْبَاحِ نُورِكَ المُمْتَدِّ ضِيَاؤُهُ إِلَى أَجْزَاءِ الخَلاَئِقِ ، مَنْ تَجَلَّيْتَ عَلَيْهِ بِلاَ فَاصِلٍ وَلاَ فَارِق ، حَتَّى قُلْتَ" إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله"! فَأَسْبِلِ اللَّهُمَّ عَلَيَّ حُلَّةَ سَنَاهْ ، وَحِلْيَةَ بَهَاهْ، كَيْ يُسْقَى عَدَمِي بِمَاءِ وُجُودِه ، وَتَنْتَعِشَ رُوحِي بِعَذْبِ مَوْرُودِه ، فَيَنْطَوِيَ فِي حُضُورِي غَيْبِي ، فَأَقُولَ كَقَوْلِهِ "لِي وَقْتٌ لاَ يَسَعُنِي فِيهِ إِلاَّ رَبِّي"!
وَصَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ بِقَدْرِ عَظَمَةِ فَيْضِكَ الرَّحْمَانِيِّ المُتَدَفِّقِ مِنْ عَالَمِ الجَبَرُوتِ عَلَى هَذَا العَالَمِ الفَانِي فَقُلْتَ "الرَّحْمَانُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى" ، فَاخْتَفَى عَدَمُ الخَلْقِ فِي وُجُودِكَ وَانْطَوَى ، فَقُلْنَا لاَ مَوْجُودَ غَيْرُكَ ، وَمَا فِي الشُّهُودِ إِلاَّ بِرُّكَ وَخَيْرُكَ! فَاحْجُبِ اللَّهُمَّ بَصَائِرَنَا عَنِ العَدَمِ ، وَكَحِّلْ أَبْصَارَنَا بِنُورِ القِدَمِ وَأَوْقِدْ لَنَا نُورَ التَّوْحِيدِ مِنْ شَجَرَةِ "فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله" ، حَتَّى لاَ نَرْضَى بِصُحْبَةِ غَيْرِكَ وَلاَ نَرَاه!
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نُورَ الوُجُود ، وَعَيْنَ الوُجُود ، وَمِفْتَاحَ الشُّهُود! أَيُّهَا المَظْهَرُ الأَتَمُّ ، وَالنُّورُ الأَكْمَلُ الأَعَمُّ! يَا مَنْ أُسْرِيَ بِكَ إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى ، حَتَّى كُنْتَ "قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى" ، فَانْطَوَى لَيْلُ البَشَرِيَّةِ فِي نَهَارِ تِلْكَ الذَّاتِ العَلِيَّةِ ، فَأَوْحَى إِلَيْكَ مَا أَوْحَى ، وَانْبَعَثَتْ إِلَيْنَا أَشِعَّة ُ ذَلِكَ النَّهَار ، وَأَشْرَقَتْ عَلَى عَدَمِنَا الشُّمُوسُ مِنْكَ وَالأَقْمَار ، فَوُجُودُنَا وُجُودُكَ ، وَشُهُودُنَا شُهُودُكَ ، وَنَحْمَدُ اللهَ حَمْدًا يَلِيقُ بِجَمَالِهِ ، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا يُنَاسِبُ إِنْعَامَهُ وَأَفْضَالَهُ ، وَنُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى الخُلَفَاءِ فِي الشَّرِيعَةِ ، وَالأَحْكَامِ المُطَهَّرَةِ المَنِيعَةِ ، وَعَلَى جَمِيعِ الآلِ وَالأَصْحَابِ الأُولَى غَرَفُوا مِنْ بَحْرِ حَقَائِقِهِ الوَاسِعَةِ الرَّفِيعَةِ ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ ، وَعَلَى أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينْ ، وَذُرِّيَاتِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينْ! وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين!).