الصلاة الأولى الإبراهيمية
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
هذه الصلاة هي أكمل صيغ الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم المأثورة وغيرها ولذلك خصوا بها الصلاة للاتفاق على صحة حديثها فقد رواه مالك في الموطأ والبخاري ومسلم في صحيحهما وأبو داود والترمذي والنسائي. وقال الحافظ العراقي والحافظ السخاوي أنه متفق عليه ذكر ذلك الشيخ في شرح دلائل الخيرات وغيره وقد ورد في ألفاظها روايات هذه إحداها وهي رواية الإمام البيهقي وجماعة كما في شرح الدلائل للفاسي. وقال الشيخ أحمد الصاوي روى البخاري في كتبه أنه صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ قَالَ هَذِهِ الصَّلاَةَ شَهِدْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالشَّهَادَةِ وَشَفَعْتُ لَهُ. وهو حديث حسن ورجاله رجال الصحيح. وذكر بعضهم أن قراءتها ألف مرة توجب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ا.ه. وهي في الحديث بدون لفظ السيادة قال الإمام الشمس الرملي في شرح المنهاج الأفضل الإتيان بلفظ السيادة لأن فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الأخبار بالواقع الذي هو الأدب فهو أفضل من تركه. وأما حديث لا تسيدوني في الصلاة فباطل لا أصل له. كما قاله بعض متأخري الحفاظ. وقال الإمام أحمد بن حجر في الجوهر المنظم وزيادة سيدنا قبل محمد لا بأس به بل هي الأدب في حقه صلى الله عليه وسلم ولو في الصلاة أي الفريضة ا.ه.
وقال العلامة القسطلاني في المواهب:
{وقد استدل العلماء بتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه هذه الكيفية بعد سؤالهم عنها أنها أفضل كيفيات الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل ويترتب على ذلك أنه لو حلف أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الصلاة فطريق البرّ أن يأتي بذلك هكذا صوبه النووي في الروضة بعد ذكر حكاية الرافعي عن إبراهيم المروزي أنه قال يبرأ إذا قال اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وكلما سها عن ذكره الغافلون. قال النووي وكأنه أخذ ذلك من كون الشافعي ذكر هذه الكيفية يعني في خطبة الرسالة ولكن بلفظ غفل بدل سها، وقال القاضي حسين طريق البر أن يقول
اللهم صل على محمد كما هو أهله ويستحقه
وكذا نقله البغوي ولو جمع بينها فقال ما في الحديث وأضاف إليه أثر الشافعي وما قاله القاضي لكان أشمل ولو قيل يعمد إلى جميع ما اشتملت عليه الروايات الثابتة فيستعمل منها ذكر أيحصل به البر لكان حسناً} ا.ه.
وقال البارزي:
{عندي أن البر يحصل بأن يقول
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد أفضل صلواتك وعدد معلوماتك
فإنه أبلغ فيكون أفضل}.
ونقل المجد اللغوي عن بعضهم:
{لو حلف إنسان أن يصلي أفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم صل على سيدنا محمد وعلى كل نبي وملك وولي عدد الشفع والوتر وعدد كلمات ربنا التامات المباركات}.
وعن بعضهم أنه يقول:
{اللهم صل على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وأزواجه وذريته وسلم عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك}.
واختار بعضهم من الكيفيات:
{اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة دائمة بدوامك.
وبعضهم اختار اللهم يا رب محمد وآل محمد صل على محمد وعلى آل محمد واجز محمداً صلى الله عليه وسلم ما هو أهله}.
قال المجد:
{وفي هذا دليل على أن الأمر فيه سعة من الزيادة والنقص وأنها ليست مختصة بألفاظ مخصوصة في زمان مخصوص لكن الأفضل الأكمل ما علمناه منه صلى الله عليه وسلم كما قدمناه ا.ه. عدوى عن الحافظ السخاوي}.
الصلاة الثانية
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبِرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النِّبِيِّ الأُمِّيِّ
وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
فِي الِعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
قال الإمام محيي الدين النووي رضي الله عنه في الأذكار أن هذه الصلاة هي أفضل من سواها لثبوتها في صحيحي البخاري ومسلم رضي الله عنهما.
الصلاة الثالثة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ عِبْدِكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى {لِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ كَمَا يَلِيقُ بِعَظِيمِ شَرَفِهِ وَكَمَالِهِ وَرِضَاكَ عَنْهُ وَمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى لَهُ دَائِماً أَبَداً بِعَدَدِ مَعْلُومَاتِكَ وَمِدَادَ كَلِمَاتِكَ وَرِضَا نَفْسِكَ وَزِنَةَ عَرْشِكَ أَفْضَلَ صَلاَةٍ وَأَكْمَلَهَا وَأَتَمَّهَا كُلَّمَا ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ الْذَّاكِرُونَ وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرَكَ وَذِكْرِهِ الْغَافِلُونَ وَسَلِّمْ تَسْلَيماً كَذَلِكَ وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ.
ذكر هذه الصلاة العلامة ابن حجر الهيثمي في كتابه الجوهر المنظم ثم قال جمعت فيها بين الكيفيات الواردة جميعها بل وبين كيفيات أخر استنبطها جماعة وزعم كل منهم أن كيفيته أفضل الكيفيات لجمعها الوارد وقد بينت في الدر المنضود أن تلك الكيفية جمعت ذلك كله وزادت عليه بزيادات كثيرة بليغة فعليك بالإكثار منها أمام الوجه الشريف بل ومطلقاً لأنك حينئذٍ تكون آتياً بجميع الكيفيات الواردة في صلاة التشهد وزيادات ا.ه.
الصلاة الرابعة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُّمِيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ وَتَحَنَّنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
قال الإمام الشعراني في كشف الغمة كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا صليتم عليَّ فقولوا وذكر هذه الصلاة وقال بعدها قال صلى الله عليه وسلم هكذا عَدَّهُنَّ فِي يَدِي جِبرِيلُ وَقَالَ عَدَّهُنَّ فِي يَدِي مِيكَائِيلُ وَقَالَ عَدَّهْنَّ فِي يَدِي رَبُّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلاَلَهُ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ بِهِنَّ شَهِدْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالشَّهَادَةِ وَشَفَعْتُ لَهُ وَأَسندها في الشفاء إلى علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن علي ابن أبي طالب.
الصلاة الخامسة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَنْزِلْهُ الْمَنْزِلَ الْمُقَرَّبَ مِنْكَ يَوْمَ الْقِيَامَة.
في شروح الدلائل أخرج الطبراني وأحمد والبزّار وابن أبي عاصم رواية هذه الصلاة عن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال اللهم صلى على محمد وأنزله المنزل المقرب منك وَجَبَتْ له شَفَاعَتِي. قال ابن كثير وإسناده حسن وفي لفظٍ المقعد المقرب عندك وذكر الإمام الشعراني في كشف الغمة هذه الصلاة بلفظ المقعد المقرب عندك يوم القيامة.
الصلاة السادسة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى رُوحِ مُحَمَّدٍ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى رُوحِ مُحَمَّدٍ فِي الأَرْوَاحِ وَعَلَى جَسَدِهِ فِي الأَجْسَادِ وَعَلى قَبْرِهِ فِي القبورِ.
قال الإمام الشعراني كان صلى الله عليه وسلم يقول من قال هذه الكيفية رآني في منامه ومن رآني في منامه رآني يوم القيامة ومن رآني يوم القيامة شفعتُ له ومن شفعت له شرِبَ من حوضي وحرَّم الله جسده على النار. وذكر ذلك شُراح الدلائل أيضاً بزيادة سبعين مرة عن الفاكهاني قلت وقد جربت هذه الصلاة قبيل النوم حتى نمت فرأيت وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم في داخل القمر وخاطبته ثم غاب في القمر واسأَل الله العظيم بجاهه عليه الصلاة والتسليم أن يحصل لي باقي النعم التي وعد بها صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف.
الصلاة السابعة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد في الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَفِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.
قال الإمام الشعراني جاء رجل مرة فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد فقال السلام عليكم يا أهل العز الشامخ والكرم الباذخ فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بكر رضي الله عنه فعجب الحاضرون من تقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام أخبرني أنه يصلي عليّ صلاة لم يصلها عليّ أحد قبله فقال أبو بكر كيف يصلي يا رسول الله فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة.
الصلاة الثامنة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَلِحَقِّهِ أَدَاءً
وَأَعْطِهِ الْوَسِيلَةَ وَالْمَقَامَ الَّذِي وَعَدْتَهُ.
ذكر هذه الصلاة الإمام الشعراني وقال كان صلى الله عليه وسلم يقول من قالها وَجَبَتْ له شفاعتي.
الصلاة التاسعة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَصَلِّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ.
قال الإمام الشعراني كان صلى الله عليه وسلم يقول أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ لَمْ تَكُنْ عِنْدَهْ صَدَقَةٌ فَلْيَقُلْ فِي دُعَائِهِ هَذِهِ الصَّلاَةَ فَإِنَّهَا زَكَاةٌ وَلاَ يَشْبَعُ مُؤْمِنٌ خَيْراً حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةَ. وذكر ذلك في شرح الدلائل ما عدا الجملة الأخيرة. وقال أخرج هذا الحديث جماعة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
الصلاة العاشرة: صَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ
صَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ
قال الإمام الشعراني كان صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ قَالَ هَذِهِ الصَّلاَةَ فَقَدْ فَتَحَ عَلَى نَفْسِهِ سِبْعِينَ بَاباً مِنَ الرَّحْمَةِ وَأَلْقَى الله مَحَبَّتَهُ فِي قُلُوبِ النًّاسِ فَلاَ يَبْغُضُهُ إلاَّ مَنْ فِي قَلْبِهِ نِفَاقٌ. قال شيخنا يعني علياً الخواف رضي الله عنهما هذا الحديث والذي قبله وهو قوله صلى الله عليه وسلم أَقْرَبُ مَا يَكُونُ أَحَدُكُمْ مِنِّ إِذَا ذَكَرَنِي وَصَلَّى عَلَيَّ رويناهما عن بعض العارفين عن الخضر عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما عندنا صحيحان في أعلى درجات الصحة وإن لم يثبتهما المحدثون على مقتضى اصطلاحهم والله أعلم ا.ه. ويؤيد ذلك ما نقله الحافظ السخاوي عن مجد الدين الفيروزبادي صاحب القاموس بسنده إلى الإمام السمرقندي قال سمعت الخضر وإلياس على نبينا وعليهما السلام يقولان سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مؤمن يقول صلى الله على محمد إلا أحبه الناس وإن كانوا أبغضوه ووالله لا يحبونه حتى يحبه الله عز وجل وسمعناه صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر من قال صلى الله على محمد فقد فتح على نفسه سبعين باباً من الرحمة. ونقل الحافظ المذكور بالسند المتقدم أن الإمام السمرقندي سمع الخضر وإلياس أيضاً يقولان كان في بني إسرائيل نبيّ يقال له إسمويل قد رزقه الله النصر على الأعداء وأنه خرج في طلب عدو فقالوا هذا ساحر جاء ليسحر أعيننا ويفسد عساكرنا فنجعله في ناحية البحر ونهزمه فخرج في أربعين رجلاً فجعلوه في ناحية البحر فقال أصحابه كيف نفعل فقال احملوا وقولوا صلى الله على محمد فحملوا وقالوا فصار أعداؤهم في ناحية البحر فغرقوا أجمعهم. وروى الحافظ أيضاً أنه جاء رجل من الشام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أبي شيخ كبير وهو يحب أن يراك فقال ائتني به فقال إنه ضرير البصر فقال قل له ليقل في سبع أسبوع يعني في سبع ليال صلى الله على محمد فإنه يراني في المنام حتى يروي عني الحديث ففعل فرآه في المنام فكان يروي عنه.
الصلاة الحادية عشرة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم.
في شروح الدلائل قال الأستاذ أبو بكر محمد جبر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال اللهم صل على محمد وعلى آله وسلم وكان قائماً غُفِرَ له قبل أن يَقْعُدَ وإن كان قاعداً غُفِرَ له قبل أن يَقُومَ.
الصلاة الثانية عشر: اللَّهُمَّ يَا رَبَّ مُحَمَّدٍ
اللَّهُمَّ يَا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَأَعْطِ مُحَمَّداً الدَّرَجَةَ وَالْوَسِيلَةَ فِي الْجَنَّةِ
اللَّهُمَّ يَا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اجْزِ مُحَمَّداً صلَّى الله عليهِ وَسَلَّمَ مَا هُوَ أَهْلُهُ.
قال الشيخ في شرح الدلائل قال الإمام السجاعي ذكر شيخنا الملوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أصبح من أُمَّتي وأَمْسَى وقال هذه الصلاة أَتْعَبَ سَبْعِينَ كَاتِباً أَلْفَ صَباحٍ وَغُفِرَ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ ا.ه.
وفي شرح الفاسي هذه الصلاة ذكرها جبر مرفوعة من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما وذكر لها فضلاً كبيراً ونسبها لكتاب الشرف وروى الطبراني في الكبير والأوسط عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بسند ضعيف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال جزى الله عنا محمداً ما هو أهله أَتعب سبعين كاتباً ألف صباح. ورواه أبو نعيم في الحلية ا.ه. ونقل الشيخ عن الحافظ السخاوي عن مجد الدين الفيروزآبادي أنه لو حلف إنسان أن يصلي أفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم يا رب محمد وآل محمد صل على محمد وعلى آل محمد واجز محمداً صلى الله عليه وسلم ما هو أهله.
الصلاة الثالثة عشرة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ.
قال الإمام الغزالي في الإحياء قال صلى الله عليه وسلم مَنْ صَلَّى عَلَيَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ثَمَانِينَ مَرَّةً غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُ ثَمَانِينَ سَنَةً. فقيل يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال تقول اللهم صل على محمد عبدك ونبيك النبي الأمي وتعقد واحدة. ونقل الشيخ عن بعض العارفين نقلاً عن العارف المرسي رضي الله عنه أن من واظب على هذه الصلاة وهي اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم في اليوم والليلة خمسمائة مرة لا يموت حتى يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة. ونقل عن الإمام اليافعي في كتابه بستان الفقراء أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى عليّ يوم الجمعة ألف مرة بهذه الصلاة وهي اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي فإنه يرى ربه في ليلته أو نبيه أو منزلته في الجنة فإن لم يرَ فليفعل ذلك في جمعتين أو ثلاث أو خمس. وفي رواية زيادة وعلى آله وصحبه وسلم. وفي كتاب الغنية للقطب الرباني سيدي عبد القادر الجيلاني عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي مرة وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد ويقول في آخر صلاته ألف مرة اللهم صل على محمد النبي الأمي فإنه يراني في المنام ولا تتم له الجمعة الأخرى إلا وقد رآني ومن رآني فله الجنة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ا.ه.
الصلاة الرابعة عشرة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ.
هذه الصلاة نقل الشارح عن أحمد بن موسى عن أبيه عن جده أن من قالها كل يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة منها ثلاثون في الدنيا. وقال ابن حجر في كتاب الصواعق روي عن جعفر بن محمد عن جابر مرفوعاً من صلى على محمد وعلى أهل بيته مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعين منها في آخرته. قال الشيخ السجاعي في حاشيته عليه ولفظها اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أهل بيته.
الصلاة الخامسة عشرة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ فِي الأَوَّلِينَ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ فِي الآخِرِينَ
وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ فِي النَّبِيِّينَ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ فِي الْمُرِسَلِينَ
وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ فِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
نقل الشيخ عن السجاعي قال روى سعيد بن عطارد من قال هذه الصلاة ثلاثاً حين يمسي وحين يصبح هدمت ذنوبه ومحيت خطاياه ودام سروره واستجيب دعاؤه وأعطي أمله وأعين على عدوه.
الصلاة السادسة عشرة
إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِّيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ صَلَوَاتُ الله الْبَرِّ الرَّحِيمِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَمَا سَبَّحَ لَكَ مِنْ شَيْءٍ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله خَاتِمِ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالِمِينَ الشَّاهِدِ الْبَشِيرِ الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ.
ذكر هذه الصلاة في الشفاء عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونقل في شرح الدلائل عن المواهب أن الشيخ زين الدين بن الحسين المراغي ذكرها في كتابه تحقيق النصرة. وقال أنه روى لما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أهل بيته لم يدرِ الناس ما يقولون فسألوا ابن مسعود فأمرهم أن يسأَلوا علياً فقال لهم هذه الصلاة.
الصلاة السابعة عشرة: اللَّهُمَّ دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ
اللَّهُمَّ دَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ وَبَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَنَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ وَرَأْفَةَ تَحَنُّنِكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحًمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الْفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَالْمُعْلِنِ الْحَقِّ وَالدَّامِغِ لِجَيْشَاتِ الأَبَاطِيلِ كَمَا حُمِّلَ فَاضْطَلَعَ بِأَمْرِكَ بِطَاعَتِكَ مُسْتَوْفِزاً فِي مَرْضَاتِكَ وَاعِياً لِوَحْيِكَ حَافِظاً لِعَهْدِكَ مَاضِياً عَلَى نَفَاذِ أَمْرِكَ حَتَّى أَوْرَى قَبَساً لِقَابِسٍ آلاَءُ الله تَصِلُ بأَهْلِهِ أَسْبَابَهُ بَهَ هُدِيَتِ الْقُلُوبُ بَعْدَ خَوْضَاتِ الْفِتَنِ وَالإِثْمِ وَأبْهَجَ مُوضِحَاتِ الأَعْلاَمِ وَنَائِرَاتِ الأَحْكَامِ وَمُنِيرَاتِ الإِسْلاَمِ فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ وَخَازِنُ عِلْمِكَ الْمَخْزُونِ وَشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ وَبَعِيثُكَ نِعْمَةً وَرَسُولُكَ بِالْحَقِّ رَحْمَةً اللَّهُمَّ أَعْلِ عَلَى بِنَاءِ النَّاسِ بِنَاءَهُ وَأَكْرِمْ مَثْوَاهُ لَدَيْكَ وَنُزُلَهُ وَأَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ وَاجِزِهِ مِن ابْتِعَاثِكَ لَهُ مَقِبُولَ الشَّهَادَةِ وَمَرْضِيَّ الْمَقَالَةِ ذَا مَنْطِقٍ عَدْلٍ وَخُطَّةٍ فَصْلٍ وَبُرْهَانٍ عَظِيمٍ.
ذكر هذه الصلاة القاضي عياض في الشفاء والجزولي في دلائل الخيرات والقسطلاني في المواهب اللدنية وغيرهم. قال القسطلاني عن سلامة الكندي أن علياً كرم الله وجهه كان يعلم الناس هذا الدعاء. وفي لفظ يعلم الناس الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول اللهم داحي المدحوات الخ وقال شُراح الدلائل ذكرها في الشفاء عن سلامة الكندي عن عليّ رضي الله عنه. وأخرجها الطبراني في الأوسط وابن أبي شيبة في المصنف وسعيد بن منصور عن علي رضي الله عنه.
الصلاة الثامنة عشرة: اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَخَاتِمِ النَّبِيِّينَ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ إِمَامِ الْخَيْرِ وَقَائِدِ الْخَيِرِ وَرَسُولِ الرَّحْمَةِ اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ.
قال الإمام الشعراني كان عبد الله بن مسعود يقول إذا صليتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه لعل ذلك يعرض عليه قولوا وذكر هذه الصلاة وأسندها سيدي العارف بالله السيد مصطفى البكري في شرحه على القصيدة المنفرجة للإمام الغزالي إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا إلى عبد الله ابن مسعود وهذه عبارته قد ورد في فضل الصلاة والتسليم على إمام المتقين وعلم اليقين. سيد المرسلين. وقائد الغرب المحجلين. من الأحاديث ما ينوف على التسعين. منها إذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَأَحْسِنُوا الصَّلاَةَ فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْرُونَ لَعَلَّ ذَلِكَ يُعْرَضُ عَلَيَّ قُولُوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير وإمام الرحمة اللهم ابعثه المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون ا.ه. فالظاهر أن ابن مسعود رضي الله عنه هو الذي روى هذه الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم فنسبت إليه.
الصلاة التاسعة عشرة
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنَ الصَّلاَةِ شَيْءٌ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنَ الرَّحْمَةِ شَيْءٌ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنَ الْبَرَكَةِ شَيْءٌ وَسَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ حَتَّى لاَ يَبْقَى مِنَ السَّلاَمِ شَيْءٌ.
قال الفاسي ذكر هذه الصلاة جبر عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعة وذكر لها فضلاً عظيماً ومنقبة وقعت لرجل قالها في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم.
الصلاة العشرون: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فَضَائِلَ صَلَوَاتِكَ
اللَّهُمَّ اجْعَلْ فَضَائِلَ صَلَوَاتِكَ وَنَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ وَشَرَائِفَ زَكَوَاتِكَ وَرَأْْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَتَحِيَّتَكَ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ وَخَاتِمِ النَّبِيِّينَ وَرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَائِدِ الْخَيْرِ وَفَاتِحِ الْبِرِّ وَنَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَسَيِّدِ الأُمَّةِ اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً تُزْلَفُ بِهِ قُرْبَهُ وَتُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ يَغُبِطُهُ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَالمَنْزِلَةَ الشَّامِخَةَ المُنِيفَةَ اللَّهُمَّ أَعْطِ سَيِّدَنَا مُحَمَّداً سُؤْلَهُ وَبَلِّغْهُ مَأْمُولَهُ وَاجْعَلْهُ أَوَّلَ شَافِعٍ وأَوَّلَ مُشَفَّعٍ اللَّهُمَّ عَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَثَقِّلْ مِيزَانَهُ وَأَبْلِجْ حُجَّتَهُ وَارْفَعْ فِي أَعْلَى الْمُقَرَّبِينَ دَرَجَتَهُ اللَّهُمَّ احْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَاجُعَلْنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِهِ وَأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ وَتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ وَاسْقِنَا بِكَأْسِهِ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ نَادِمِينَ وَلاَ شَاكِينَ وَلاَ مُبَدِّلِينَ وَلاَ فَاتِنِينَ وَلاَ مَفْتُونِينَ آمِينْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
قال الإمام الغزالي في الأحياء بعد ذكر الصلاتين السابقتين وإن أراد أن يزيد أتى بالصلاة المأثورة وذكر هذه الصلاة واختياره رضي الله عنه إياها يدل على أنها من أفضل كيفيات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرها ثواباً. قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الأحياء حديث اللهم اجعل فضائل صلواتك أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود.
الصلاة الحادية والعشرون
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلاَةً تَكُونُ لَكَ رِضَاءً وَلِحَقِّهِ أَدَاءً وَأَعْطِهِ الْوَسِيلَةَ وَابْعَثْهُ المَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ وَاجْزِهِ عَنَّا مَا هُوَ أَهْلُهُ وَاجْزِهِ أَفْضَلَ مَا جَازَيْتَ نَبِيَّاً عَنْ أْمَّتِهِ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ إِخْوَانِهِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصَّالِحِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ذكر هذه الصلاة الإمام الغزالي في الأحياء ورغب في قراءتها سبع مرات يوم الجمعة ونقل عن بعضهم أن من قالها في سبع جمع في كل جمعة سبع مرات وجبت له شفاعته صلى الله عليه وسلم.
الصلاة الثانية والعشرون
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَوْلاَدِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَصْهَارِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَمُحِبِّيهِ وَأُمِّتِهِ وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ أَجْمَعِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ذكر هذه الصلاة في الشفاء عن الحسن البصري وأنه كان يقول من أراد أن يشرب بالكأس الأوفى من حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم فليقلها.
الصلاة الثالثة والعشرون
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ النَّبِيِّ الأُمِيِّ وَعَلَى آلِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَسَلِّمْ عَدَدَ خَلْقِكَ وَرِضَا نَفْسِكَ وَزِنَةَ عَرْشِكَ وَمِدَادَ كَلِمَاتِكَ.
نقل الشيخ عن الحافظ السخاوي عن المجد الفيروزابادي عن بعضهم لو حلف إنسان ن يصلي أفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذه الصلاة قال ومال إليه شيخنا والظاهر أن القائل هو الحافظ السخاوي وشيخه الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني ا.ه. وقال شُراح الدلائل هذه الألفاظ في هذه الصلاة مأخوذة من حديث تسبيح أم المؤمنين جويرية بنت الحرث رضي الله تعالى عنها في صحيح مسلم قال لها صلى الله عليه وسلم وقد خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي تسبح ثم رجع وهي جالسة بعد أن أضحى فقال لها ما زِلْتِ على الحال التي فارقتك عليها، قالت نعم قال لقد قلتُ بعدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لو وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمِ لَو زَنَتْهُنَّ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ورواه أيضاً أصحاب السنن قال الشيخ وبهذا قوّي بعضهم القول بتضاعف الثواب وتعدده للمصلي بقدر ذلك العدد بالتضعيف وقيل يكتف له ذلك بدون تضعيف ويختلف ذلك باختلاف الأحوال والأشخاص والذي قواه الإمام التلمساني الأول لصريح حديث مسلم السابق ا.ه. ورأيت في فتاوى ابن حجر ما يؤيده.
الصلاة الرابعة والعشرون
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ حَاءُ الرَّحْمَةِ وَمِيمَا الْمُلْكِ وَدَالُ الدَّوَامِ السَّيِّدُ الكَامِلُ الْفَاتِحُ الْخَاتِمُ عَدَدَ مَا فِي عِلْمِكَ كِائِنٌ أَوْ قَدْ كَانَ كُلَّمَا ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ وَكُلَّمَا غَفَلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الْغَافِلُونَ صَلاَةً دَائِمَةً بَدَوَامِكَ بَاقِيَةً بِبَقَائِكَ لاَ مُنْتَهَى لَهَا دُونَ عِلْمِكَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
هذه الصلاة بألف حسنة فقد نقل في شرح الدلائل عن جده الشيخ يوسف الفاسي عن الصالح الولي أبي العباس أحمد الحاجري رضي الله عنه قال بلغني أن من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصلاة له عشر حسنات فرأى شخص النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا نبي الله ألمن صلى عليك بهذه الصلاة عشر حسنات كما يقولون فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل عشر صلوات لكل صلاة عشر حسنات والحسنة بعشر أمثالها. ونقل عن الشيخ الصالح أبي الحسن على المدارسي أنها تعرف بالألفية وأنه نقلها عن الولي الصالح عبد الله بن موسى الطرابلسي وذكر أنه نقلها عن الشيخ محمد بن عبد الله الزيتوني وقال أنه أخذها عن نحو العشرين شيخاً.
الصلاة الخامسة والعشرون
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الَّذِي مَلأْتَ قَلْبَهُ مِنْ جَلاَلِكَ وَعَيْنَهُ مِنْ جَمَالِكَ فَأَصْبَحَ فَرِحاً مَسْرُوراً مُؤَبَّداً مَنْصُوراً وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً وَالْحَمْدُ لله عَلَى ذِلِكَ.
نقل الشيخ عن شرح المنهاج للدميري أن الشيخ أبا عبد الله بن النعمان رحمه الله رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم مائة مرة فقال في الأخيرة يا رسول الله أي الصلاة عليك أفضل فقال قل اللهم صل على سيدنا محمد الذي ملأت قلبه من جلالك وعينه من جمالك فأصبح فرحاً مسروراً مؤيداً منصوراً وباقي الصلاة مذكور في دلائل الخيرات.