الدرس الاول
مقدمة
قال الله تعالى حكاية عما حصل مع سيدنا موسى وسحرة فرعون
"وجاؤوا بسحر عظيم"
فلم يعظم الله شيئا مثل هذا السحر فانه عن لسان الذات الالهية وليست بحكاية عن لسان احد من البشر كما عظم عزيز مصر كيد النساء فان الله لم يعظمه بل حكى عن لسان العزيز فقط:
والى هنا نعود الى السحر العظيم الذي جاؤوا به سحرة فرعون
نقول :ان سحرة فرعون كانوا كافرين بالله وبكتبه فمن اين جاؤوا بهذا السحر العظيم ؟والجواب :هو انهم جاؤوا به من علم اسرار الحروف فان الحروف ليست مقيدة على مؤمن فقط بل هي للبار والفاجر والمؤمن و الكافر فلما نظرت الى القوم في زمننا هذا وجدتهم يتخبطون في هذا العلم خبطة عشواء فحن قلبي واعانني ربي على هدايتهم فحررت هذه الدروس اليهم عسى يستنيروا بنورها ويهتدوا بهديها وما اريد منهم الا دعوة صالحة ومن الله الرضا والمغفرة اسال الله لي ولكم الخير امين .
الاسماء والحروف
كما ان جسم الانسان مركب من اعضاء متناسبة كذلك الحروف اعضاء للجسم اللفظي للاسماء وبما ان لكل عضو وظيفة طبيعية خاصة كذلك الحروف لها طبيعتها الخاصة واثرها الفعال – ويختلف هذا التاثير باختلاف المجموعة الحرفية للاسم فكما ان جسم الانسان فيه السليم وفيه العليل كالكفيف والاعرج والمريض كذلك الاسماء فيها ما هو متناسب التركيب وما هو سيئة وما هو تام الطبيعة وما هو ناقصها فلكل اسم قوته المعنوية الخاصة فاسم الانسان لفظ مركب من نبرات صوتية ذات تاثير ومفعول خاص يتحرك بها الفم فتخرج صوتا موسيقيا تسير نغماته مع الهواء الى حيث تصل الاسماع فتهتز لها النفوس طربا او تنتفض رعبا
مثال ذلك : ان الحروف تؤثر على الحيوان كما تؤثر في الانسان فمثلا (الحمار )وهو حيوان معروف اذا قلت له حرف (ح) وكان وافقا تاثر من ذلك الحرف وسار فعلمنا ان للحرف تاثير فحين ما تلفظنا به تاثر على الحمار الواقف فسار وهكذا
الانسان كوكب ارضي سيار:كالنجوم في السماء
ما يولد مولود الا ويظهر له كوكب في السماء ولا يزال كوكبه سائرا والانسان تابعا له في السير (لان الانسان مسير وليس مخير) فاذا اجتمع نجم انسان في السماء بنجم انسان اخر تقابل الشخصان التابعان لهما فاذا انتحس النجم في السماء او اصطدم بنجم اخر حصل لصاحب النجم في الارض ضيق او تشاجر مع صاحب النجم الذي تصادم نجمه بنجمه
فاذا غاب النجم مات صاحبه – وحيث ان العلماء اكتشفت سير الكواكب السماوية وانشات لذلك قواعد حسابية فعرفوا الشارق منها والغارب فقد اكتشفت العلماء ايضا سير الكواكب الارضية وهي الانسان وانشات لذلك قواعد حسابية فعرفوا بها متى يسعد الانسان ومتى ينحس ومتى يظهر ومتى يختفي ومتى يعلو ومتى يهبط قال الله تعالى (وكل شيء احصيناه كتابا ) فاذا حمل انسان رقم سعادة كان حقا على الطبيعة ان تمنحه السعادة والعكس بالعكس وعلى كل حال فالحياة دائرة تدور بنا او ندور بها مرسوم على محيطها الاعداد الكوكبية فكلما واجه الانسان منها رقما مع رقمه الخاص الذي يحمله تولد من ذلك انفعال خاص ناشئ من امتزاج الرقمين فقد استطاع علماء العدد ان يرقبوا سير الحوادث على ممر عمر الانسان ، فوصلوا الى قاعدة دقيقة يعول عليها في معرفة نوع الحوادث السنوية والشهرية لشخص ما نسبة الى عمره .
وذلك ان نعرف عدد السنين الماضية من العمر ويضاف الى ذلك رقم السنة – ويجمع آحاد ارقام الحاصل المعنوية فان كانت ارقام فردية مثل 1 – 3 – 13 – 15 – 21 وهكذا تدل على ان العام سعيد او الشهر سعيد .
وان كانت ارقام مزدوجة مثل 2 – 84 – 10 – 14 – 18 – 16 – 20 وهكذا كانت نحس .
(مثال ذلك ) نابليون الاول – ولد عام 1769 ميلادية وصار امبراطورا وفي سنة 1804 حينما بلغ عمره 35 سنة – فاذا اضفنا 35 الى سنة 1804 حصل 1839 تجمع ارقامها 9 + 3 + 8 + 1 = 21 وهو عدد السعد الاكبر ، ومنه نعرف سر ارتقائه العرش وفي سنة 1815 ، افل نجمعه بانهزامه في معركة واترلو المشئومة – فاذا اضفنا عمره اذ ذاك وهو 46 سنة الى رقم تلك السنة ظهر سر هذا الشؤم الذي وقع عليه 46 + 1815 = 1861 ومجموعها 16 وهو رقم السقوط والفشل .
( مثال آخر ) مصطفى باشا كامل – في سنة 1908 بلغ سنة 34 سنة ، ولما كان في هذه المرحلة من عمره يواجه رقم النهاية والموت فقد كان في وفاته دليل ملموس على صحة علم العدد – لاننا يجمعنا 1908 على 34 يحصل 1942 وحاصل جمعه المعنوي يساوي 16 وهو رقم النهاية والموت .
وعندما استقبل السلطان عبد الحميد الثاني عام 1876 كان عمره 34 سنة وكان على ذلك يحمل الرقم 11 وهو الناتج من العام الميلادي الموافق لعمره اذ ذاك اي 1876 + 34 = 1910 = 11 وهو رقم من ارقام السعادة يدل على الرياسة والسيطرة والذي يحسب عمر السلطان المذكور يجد انه ارتقى العروش في الشهر الاخر من بلوغه السنة الرابعة والثلاثون اي انه لما كان يحمل رقم السيطرة والرياسة كان حقا على الطبيعة ان تمنحه ذلك فلم ينقض العام حتى نفذت الطبيعة نظامها .
ومثله الخديوي السابق عباس الثاني عندما واجه هذا الرقم 11 كان عمره 18 سنة عند عام 1892 وعلى ذلك ارتقى العروش ولماذا نذهب بعيدا . فان فاروق ملك مصر السابق ولد عام 1920 وفي عام 1952 يصير عمره 32 سنة ، وباضافة عام 1952 يكون المجموع 1984 اي يساوي 22 وهو رقم العزل ونحس الطالع .
اما اذا حسبت ميلاد الرئيس جمال عبد الناصر في نفس العام 1952 نجده يحمل رقما فرديا وهو رقم السعادة وهذا دليل صحة الحساب وعليه فاننا نسير على نظام ثابت وصحيفة هذا النظام مكتوبة بين صور الحروف والاعداد التي تحملها والاتصالات التي تنتج من امتزاج الحروف والاعداد بما يقابلها من نظائرها الطبيعية الاخرى اننا كالشمس لامفر من كسوفها اذا توسط القمر بينها وبين الارض – ويخرج النيران كما كانا وهكذا يعاودهما ذلك كلما ثم هذا الاجتماع الكوكبي وهكذا نحن نصيبنا السعادة بقدر ونستمر فيها بقدر ونزول عنها بقدر وتنتابنا المصائب بقدر ونخرج منها بقدر وهكذا حتى يقضي الله امرا كان مفعولا.
اننا في هذه الحياة نمثل ادوارا تتعاقب من هبوط وارتفاع وسعادة وشقاء وصحة ومرض وهكذا كما تتعاقب الفصول انقلاب فاعتدال , وكما تتغير اوجه القمر محاق فهلال فاستقبال .
فمحال ان يدخل الانسان ميدان هذه الحياة دون ان تهئ له الطبيعة المكان الذي يشغله ودون ان يكون له مداره الكوكبي الذي يدور بمقتضاه حول غيره كما كما يدور حوله غيره يؤثر ويتأثر , يسعد ويشقى يقرب ويبعد في مقره حسبما رسمته الطبيعة لمداره فهو لذلك يتصل بالناس وينفصل عنهم .يحب ويبغض يكسب ويخسر وهكذا كل ذلك على قاعدة ثابتة ونظام لا يتغير .
لقد كان التنبؤ بالكسوف والخسوف آية من الآيات فاصبح مسالة من المسائل الحسابية البسيطة كذلك اصبح رصد السير الشخصي للانسان ميسورا وصحيحا كما هو الحال في رصد الكواكب والنجوم وتقدير حركاتها .